مركز ميسان العالمي للحوار والتنمية الثقافية، هيئة مستقلة غير حكومية، ترى في الحوار الحر والبناء بين الثقافات والحضارات، أسلم طريق لبناء مجتمعنا البشري، وتعتقد أن السلام بين الشعوب على كوكبنا، ونبذ العنصرية والأفكار والممارسات التي تدعو إلى الكراهية والاستعلاء والتطرف، هي ثقافة القرن الحادي والعشرين بأمتياز
    يا صائدا وطواط حرف
    16/10/2011
    حسب الشيخ جعفر

    تخضر، يا قلبي، البطاطسُ في الخزانة
    وتشبُّ أو تتنعمُّ
    فإلي الحديقةِ، علّنا نتبرعمُ
    ‎‎‎
    الأرضُ، يا طفلاً مسيحا،
    كالثور سيقَ لأيّ سوق
    في مقلتيهِ السحبُ تومضُ بالبروق..
    ‎‎‎
    لو أنّ ملء يديّ ممسحة الكري
    لمحوتُ ما خطّ الوري
    حرفاً فحرماً، في التماعِ نعاليا..
    ‎‎‎
    سلمانُ لم تكن (المصافي)
    لكَ غيرَ (قاع)
    حيثُ المضافُ إليهِ قبعةُ المضافِ..
    ‎‎‎
    أنا عائدٌ (والطُرقُ تُقعرُ كالعشايا
    وبلا جوازٍ أو هدايا)
    ضيفاً أدُقُ عليّ بيتي..
    ‎‎‎


    الشيخُ كالليلِ اتكاءا
    ومع انتصافِ الليلِ بالمطرِ اختباطا
    سيلفُّ حبلاً أو رباطا..
    ‎‎‎
    وأنا إلي قدحي أعودُ مُسارعا
    وغطاءُ طاولتي البقايا من مقال
    أتفحّصُ التاريخ سطراً مائعا..
    ‎‎‎
    وكأنما انقضت الحياةُ
    (تُفْلاً) إلي أوساخٍ حاويةٍ هناك..
    قد أفلحَ البُلْهُ الصحاةُ..
    ‎‎‎
    لمن الأنينُ
    يا مولويُّ؟
    للريحِ؟ أم للغابِ أيقظهُ الحنينُ؟
    ‎‎‎
    الآنَ أعلمُ يا عَرَق
    من أيةِ الطُرقِ الأرق..
    الفجرُ خيرُ جليسِ كاس..
    ‎‎‎
    من قال؟ أم أنا قلتُ قبلُ؟
    الفرقُ بين الشعر والنثر اقتراحا
    كالفرقِ بين الرومِ والجعةِ اصطباحا..
    ‎‎‎
    خمّارُ، لم أكُ منصفا
    مني الحدائدُ والتنك
    صدئاً.. ومنكَ الصفوُ يعبقُ قرقفا..
    ‎‎‎
    لا شيءَ في تلك (الليالي)
    غيرُ اكتئابةِ شهريارَ، وقد رأي
    في خِدرها عبداً جديداً، فأنتأي
    ‎‎‎
    الثلجُ أولُ ثلجِ ليل
    لكنما السككُ اتساخٌ واصفرار
    والناسُ غيرُ الناسِ، يا شيخي الطُفيل..
    ‎‎‎
    قيلَ: التقي الشعراءُ (موسكو)
    في البار (جاريةً) تبيعُ قرنفُلا
    أما الشفاهُ.. فلا تُباعُ تدلّلا..
    ‎‎‎
    للخيلِ في الطُرقِ الحوافي
    منها، ومن عرباتها
    نقرٌ، كما يخلو العروضُ من القوافي..
    ‎‎‎
    كم قد صحبتُ أبا نواس
    (وأنا أحدّقُ في المرايا)
    في القعر من كاسٍ لكاس..
    ‎‎‎
    أصبحتُ كالحكماءِ (ملءُ فمي سقائي)
    لا أمخضُ الكلماتِ إلا قلماً
    متمهلاً.. متعلماً..
    ‎‎‎
    أني مللتُ مجرّتي الألفَ ارتحالا
    متنزهاً نجماً فنجماً
    يا سُلم (القبوِ) انحداراً، وانفتالا..
    ‎‎‎
    العالمُ الدامي كما يتفيأُ
    جنرالهُ (حبراً) وصودا
    الشمسُ في قفازهِ تتفيأُ..
    ‎‎‎
    وضّاحُ، لم تبرحْ هناك
    ملَّّ الحقيبةِ، في المحطة
    والناسُ عنكَ إلي انفضاضٍ وانفكاك..
    ‎‎‎
    (إلي المؤودة)
    قالت: أبي (وهما إلي الأفقِ البعيد)
    إن السماءَ خفيفةً كقميصِ عيد
    والأرضَ ثقلي بالثري..
    ‎‎‎
    يا ذائبَ الثلج التطاما
    ما آنَ، بعدُ، أوانُ سيل
    وعرائسُ الغابات ما أنفكت نياما..
    ‎‎‎
    الليلُ خفَّ كما انزلق
    طبقٌ عن القمح المخّمر، فائتلق..
    النارُ، في التنور، تُوقدُ بعد حين..
    ‎‎‎
    إني أعودُ إلي (البلد)
    وبنصفِ ثوبٍ منهُ، يخفقُ باليا
    للريح جيباً خاليا..
    ‎‎‎
    عُديا امرأ القيسِ اغبرارا
    (الرومُ) تلتفُّ اصفرارا
    بفلولها وأُفولها..
    ‎‎‎
    جلساءُ ليلي الصحفُ تبتلُّ امّحاءا
    متزوّداً منها انتحاءا
    نبأً عن الاسكندرِ بن فأرويه..
    ‎‎‎
    ما كنتُ أدري أن ما كنت أدّخرتُ
    للشيخ خمّار الأحد
    سيزيدُ جيبَ الصيدليّ غداً وغد..
    ‎‎‎
    هي ذي أخف (خريطةٍ)(1)
    من وحشةِ المنفي إلي المأوي الخراب
    يسعي بها أبنُ زُريقَ مُضيً،مستراب
    ‎‎‎
    لم لمْ تهبك يدي (الإناء)
    بعدَ احتساء (النصف) تحت الكستناء
    ياكهلةً لم ترجُ، مني، غيرَ عشرةِ كوبيكات؟
    ‎‎‎
    يا صائداً وطواطَ حرف
    دع عنكَ أساداً عجافا
    في (البهو) جلداً (لم تزل) ملقيً، مُعافا..
    ‎‎‎
    الأرضُ عالقةٌ بخيط
    وأنا، وفي يديَ المقصُّ
    سأقِصُّ.. أو قد لا أقصُّ..
    ‎‎‎
    للريح فضّه
    في الفكّ من ذئبٍ عوي من ألفِ عام
    فأستأنسَ الموتي بهِ (الموتي القيام)..
    ‎‎‎
    من قالَ إني لا أروم
    خُصّاً تحفُّ به الكروم
    يا حبلَ داليةٍ بأطمارٍ تدلّي؟؟
    ‎‎‎
    الطينُ، بين يديّ، كامرأةٍ تدور
    رقصاً، وتهدأ بعد حين
    فخّارَ آنيةٍ، بلا خمرٍ تفور..
    ‎‎‎
    من خبّأ الباراتِ في منديلِ جيب
    ورمي بها خرزاً إلي عتباتها
    فجراً، وأبرقَ يا صُهيب؟
    ‎‎‎
    تلك المدينةُ، باخضرارِ ثلوجها
    ملءَ الصباح، وباصفرار مروجها
    لم يبقَ منها غيرُ رائحةِ الكُرُنبِ مُخللاً
    ‎‎‎
    هي، رُبّما،امرأةٌ تلوحُ ولا تُري
    في الركنِ كالشبح الخبيء
    علّ انقطاعَ الضوء يؤذنُ بالمجيء..
    ‎‎‎
    إني أغصُّ بعظم أُغنيةٍ كما
    غصّت (كلابُ الأُفقِ) فجراً نائحا..
    من أين، يا لوركا البنفسجُ فائحا.؟
    ‎‎‎
    إني ابتنيتُ عليّ بيت
    نسْجَ الخدرنق َ(2) أو أرقا
    يا فيلُ، مهلاً، إن مشيت
    ‎‎‎
    لا ريبَ أني قائلٌ
    ما لم يقُلْ أحدٌ سواي
    تمحو يدي، وتخُطُّ مُمنعةً عصاي..
    ‎‎‎
    تلك الجبالُ بعيدةٌ، وهناك ذيبه
    بيضاءُ، تطرحُ لي الغراءَ غطاءَ ليل
    فبأبّما رعدٍ نحمحمُ يا عُطيل؟
    ‎‎‎
    في القهوةِ البيضاءٍ شمسٌ وائتناس
    شمسٌ يفرُّ بها النعاس
    عني دنانيراً إلي شرقٍ وغرب..
    ‎‎‎
    أنا نبّهتني مرةً، بيدٍ، أنانا
    فصحوتُ، وهي إلي جواري
    فزاعةٌ تهفو احتضانا
    ‎‎‎
    من قال إنك شاعرٌ؟
    يا لاقطاً بعر الجآذرِ والحصي
    متفننا بالوزن أو متخصصا
    ‎‎‎
    إني اكتريتُ الريحَ تنتهبُ الصحاري
    للشاعر العاري ادثارا
    يختضُّ برداً في السويد..
    ‎‎‎
    من أين كالضيف المعّري
    كالطيف مرتدياً أكاليلَ الثلوج
    والبنتُ، في الملهي تُطيل يدّ التعري؟
    ‎‎‎
    في الصدرِ من خمّارتي، اليومَ، التقي
    كالناس بيّاعو الخمور
    من قال: إن البارَ كالمعني يبور؟
    ‎‎‎
    أنا، ربما، ما قلتُ غير
    حرفٍ وللشعراءِ في المقهي اصطخاب
    أما المعاجمُ،،فهي كاللغوِ اقتضاب
    ‎‎‎
    لو أنّ في المرآةِ للروحِ انطباعا
    أو أن في الورقِ الصقيل لها اتساعا
    أو في المغاسلِ واعتكارِ الماءِ لمحا .

    (1) الخريطة: الكيس
    (2) الخدرنق: العنكب


    © 2009 - 2013 Sharjahmisan.com All rights reserved
    Designed by Sillat Media & Managed by Ilykit