مركز ميسان العالمي للحوار والتنمية الثقافية، هيئة مستقلة غير حكومية، ترى في الحوار الحر والبناء بين الثقافات والحضارات، أسلم طريق لبناء مجتمعنا البشري، وتعتقد أن السلام بين الشعوب على كوكبنا، ونبذ العنصرية والأفكار والممارسات التي تدعو إلى الكراهية والاستعلاء والتطرف، هي ثقافة القرن الحادي والعشرين بأمتياز
    رسالة مفتوحة الى صديقي محمد سلماوي
    ان علي السوداني ، الان ، امانة في اعناقنا جميعا
    13/06/2010

    ( رســالة  مفتــوحة )
    ان علي السوداني ، الان ، امانة في اعناقنا جميعا


    صديقي العزيز الكاتب القدير الأستاذ / محمد سلماوي
    رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ـ القاهرة
    رئيس اتحاد كتاب مصر ـ القاهرة

    تحية محبة وتقدير واحترام

    غمرني شعور كبير بالسعادة ، بعدما اطلعت على أنباء تكريمكم بنقابة الصحافيين بالقاهرة مؤخرا . واغتبطت كثيراً بعداطلاعي على اكثر من تقرير حول موقفك الايجابي ، القوي والأخوي ، في شان عضوية الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق ، في الاتحاد العام للاددباء والكتاب العرب ، في أثناء انعقاد المكتب الدائم للاتحاد العربي بالقاهرة ، بين 1 ـ 3 يونيو / حزيران 2010 بالقاهرة .

    وهذا هو موقفك الذي اعرفه عنك قبل أن التقي بك بالقاهرة ،  قبل نحو ثلاث سنوات . ثم عرفته اكثر حين التقينا في مكتبك بالجريدة الفرنسية او في اتحاد كتاب مصر . ولقد كنت صريحا ووفيا وأنت تخبرني انك لا يمكن ان تنسى اسهامات ادباء العراق في العصر الحديث . وانك لم تنس معاناة الادباء والمثقفين العراقيين في بلادهم أو في المنفى والمهاجر، في زمن النظام الدكتاتوري ، او بعد احتلال العراق سنة 2003 .

    ولقد ابلغت موقفك هذا لصديقيَّ العزيزين :الناقد فاضل ثامر ، رئيس الاتحاد العام للادباء العراقيين . والشاعر الفريد سمعان ، الأمين العام للاتحاد . وسمعت منهما كلاما طيبا بحقك في حينه.بل انك ذهبت الى ماهو ابعد من هذا ، حين اخبرتني انك على استعداد لزيارة بغداد في حينه لتسوية وضع الاتحاد العراقي ، رغم خطورة الوضع العراقي حينذاك . وانك مستعد للحضور الى الشارقة  ولقاء الزميلين ثامر وسمعان ، برعاية سامية من صديقنا المشترك .

    أخي العزيز:
    لا يخامرني اي شك في أن موقفك هذا ينسحب على أي أديب عراقي يتعرض الى ضيم ، خصوصا خارج وطنه .لاننا في منافينا ومهاجرنا ، عُزْلٌ إلا من كلمتنا ، وكلمات رفاقنا واخواننا .

    إن احد هؤلاء الادباء العراقيين العُزْل ، هو القاص والكاتب العراقي على السوداني، المقيم في الأردن منذ سنوات ، والذي اختفى عن الانظار الان ،  بعدما صدر قرار من وزارة الداخلية الاردنية ، بتسفيره وابعاده الى العراق . وعندما حاولت زوجته الاستفهام عن أسباب هذا القرار ، لم تجد الا جواباً واحداً في وزارة الداخلية الاردنية : " زوجك ،علي السوداني ، يجب ان يغادر الاردن " .

    ولا يعلم النوايا إلا الله
    لكنني اريد ان أقول شيئاً مؤكدا ، وهو ان اسم الكاتب علي السوداني ، كان بين أسماء عدد من الشخصيات العراقية ،الذين تلقوا تهديدات بعواقب وخيمة ، من اوساط عراقية لصيقة بالقوة المحتلة لبلادنا ، بناءً على موقفهم المندد بالاحتلال الامريكي للعراق . وهذا كله منشور بالصحافة العراقية ، ولقي سخطاً عراقياً واسعاً.
    فاي مصيرغامض ، ينتظر علي السوداني ، اذا ما تم تسليمه الى السلطات العراقية ؟

    صديقي العزيز:
    سجلت ضد علي السوداني ، شكوى من أحد أفراد الشرطة على الشارع العام كما تابعتها بنفسي في عمان ، ثم انتهت القضية بحكم قانوني مخفف جداً ، بينما بادر محافظ عمان الأستاذ سمير مبيضين ، فاصدر قرارا بايقاف قرار سابق بابعاد السوداني من الاردن ، بعد ان وقف مع علي السوداني اصدقاؤه العراقيون والاردنيون والعرب.
    وهكذا تسلم علي السوداني جواز سفره المحجوز في المخفر الاردني ، وعاد الى حياته اليومية الطبيعية، التي من بين مفرداتها التصريح بسخطه العلني والمكتوب على الاحتلال الامريكي للعراق .
    ولا يختلف حتى مخبولان مجنونان ، على نبالة موقف السوداني حيال بلده . لان هذا واجب عليه .

    غير أن الإجراء الاخير ، أي قرار وزارة الداخلية الصادر بتاريخ 17 مارس 2010 بإبعاد السوداني إلى العراق ، جعل الأمر أكثر تعقيداً وخطورة .
    اذ ان الظروف الحالية في بغداد ، تجبرنا على الاعتقاد الجازم ان علي السوداني ، سيكون هدفاً سهلا للارهابيين ، والاصوليين المتشددين والمتعصبين ، وعملاء الاحتلال ، وجند العدو ، الذين طالما هاجمهم علي السوداني في عموده بجريدة "الزمان "، والموضوع المفضل لسخريته في اثناء احاديثه مع اصدقائه من الاردنيين والعرب .

    اخي الكريم
    انني أخشى على حياة علي السوداني ، من مصير مجهول في بغداد ، إن هو أعيد اليها اليوم عنوة . وخشيتي ضخمة ايضا على مستقبل عائلته المكونة من أربعة انفار,
    ولذلك رايتني اتوجه الى صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ملك الملكة الاردنية الهاشمية ، ورئيس الوزراء الأردني ، ووزير الداخلية الاردني ، راجيا منهم ان يبقى على السوداني في عمان ، او يجري تسفيره إلى دمشق ، اووضعه في عهدة المنظمة الدولية المعنية بشؤون اللاجئين ، لكي يبقى حيا مع اسرته.

    ولهذا – ايضا – اكتب اليك مناشدا بان تتدخل لدى الجهات الاردنية ، بحل "قضية علي السوداني" ، كما ينبغي للعقل ان يفعل . فليس من فائدة ترجى في ابعاد مواطن عربي عادي من بلد عربيى الى خارجه .  فكيف إذا كان الابعاد يلحق كاتبا معروفا أحب الأردن ، وتغزل كثيرا بعاصمته الجميلة : عمون ... ؟!.

    أخب العزيز الأستاذ سلماوي:
    إن املي كبير بك . وهذا هو ما يدفع بي لدعوتك إلى التدخل المباشر والقوي ، في قضية السوداني. باعتبارك كاتبا مبدعاً، وشخصية اعتبارية لها وزنها وحضورها المصري والعربي والدولي ، لكي يجد فيك اخوة علي ، وصدقاؤه  من العراقيين والاردنيين والعرب ، امنيتهم غير المتحققة الان في الاردن مع الاسف ،

    ان مكان علي السوداني هو بيته الامن بين اسرته غير الامنة الان ، وليس في اختفائه بعيدا عن الانظار ، حيث من الممكن ان يتعرض الى اذى مقصود ، او الى وضع صحي خطير ، بسبب مرض عضال يعاني منه في معدته وامعائه .
    انني خائف اشد الخوف على حياة علي . وقلق اشد القلق على مستقبل عائلته .

    كما انني غيور على سمعة الاردن ، وامتعض من سماع اي خبر او اجراء يسيء الى سمعة المملكة . ومن دون اي شاك فان زملاء علي في الصحافة العربية والاجنبية ، ممتععضون من قرار وزارة الداخلية الاردنية . فضلا عن انني تسلمت تعليقات غير مريحة ، بصدد وضع كثير من العراقيين في الاردن .

    ان علي السوداني ، الان ، امانة في اعناقنا .

    جمعة اللامي
    قاص وروائي عراقي
    امارة الشارقة
    ا

     

    © 2009 - 2013 Sharjahmisan.com All rights reserved
    Designed by Sillat Media & Managed by Ilykit