مركز ميسان العالمي للحوار والتنمية الثقافية، هيئة مستقلة غير حكومية، ترى في الحوار الحر والبناء بين الثقافات والحضارات، أسلم طريق لبناء مجتمعنا البشري، وتعتقد أن السلام بين الشعوب على كوكبنا، ونبذ العنصرية والأفكار والممارسات التي تدعو إلى الكراهية والاستعلاء والتطرف، هي ثقافة القرن الحادي والعشرين بأمتياز
    رجل اسمه جمعة اللامي
    فاصبر ـ فديتك نفسي ـ ان الصبر مفتاح العراق
    01/06/2010

    يب عراقية
    جريدة الزمان :31 ـ 5 ـ 2010
    (طبعة العراق)

    وهذا رجل من أهل العراق قيل فيه ، هو نسمة رافدينية منعشة ونفحة طيبة هبّت على الخليج وأشرقت عليه منذ ثلاثين بادت وغربت . عامل مجيد في الصحائف وأسطة مجدد مجرّب خلّاق في بيبان القصة القصيرة والرواية والعمود ودروسه الأولى " من قتل حكمة الشامي "  و " اليشن " و " ألثلاثيات " صارت دروباَ وبيباناَ لمن شاء وأجتهد وتعلّم وكان من الفائزين .


    هو جمعة أللامي أبو " المقامة اللامية " الذي كان زعل على الحكومة في مفتتح ثمانينيات القرن الفائت وكان زعله خلاقاَ كما نصّه ، فلم يزعل على الوطن ولم يجلس الى مائدة لحمها من خراج حرام وظل قلبه قطعة من بلاده ، وان جارت عليه فلم يجر ولم يضعف ولم يهن .
     قبل سنة من زمان الغزو الأمريكي الهمجي لأرض الرافدين ، ألتقيته بعمّان فكان كما كان وسيكون تالياَ حتى قطع النفس فلم تحبّه الحكومة والموالاة ولم تعشقه المعارضة والمعترضة وظل طاهراَ نقياَ خارج المزاد لم يدنّس ولم يخن .
     في شتاء العام السادس بعد الألفية الثانية ، تلقى اللامي رسالة من ضابط أمريكي أسمه فرانك باكسويل يدعوه فيها للحوار والتداول ، فرد عليه أبو عمار كاتباَ " اذا أراد النقيب فرانك باكسويل مقابلتي بأعتباره ضابطاَ في القوات المسلحة الأمريكية ، فأن عليه أن يعتذر أمامي عن تلك الأعمال التي ارتكبتها القوات الأمريكية في العراق خصوصاَ ليتخذ أي حوار بيننا طابعاَ بناء ويكتسب مصداقية أخلاقية . أما اذا كان لا يستطيع تلبية مقترحي هذا ، فأني أعرض عليه أن نتقابل بوصفه مواطناَ أمريكياَ عادياَ مما يتيح لنا تبادلاَ حرا للآراء والأفكار "
    ولكم في هذا مثال وعبرة يا مظاهري الغزاة وسيور بساطيله وزماريه بعد سبع وحشيات مسخمات .
     لجمعة عمود يومي ترويسته " ذاكرة المستقبل " كان ينشر على الناس بجريدة الخليج بدولة الأمارات العربية المتحدة وقد أخذ هذا العمود المعتق العتيق الشريف الملتزم طوراَ من صحة جمعة ومن قصته ومن روايته ومن عيشه والعيال ، وبغتة ، توقف العمود أو أوقف وخير اللامي جمعة بين " تبديل ستراتيجيته الكتابية " أو التوقف عن الكتابة فكان خياره الثاني الذي لا شك فيه ولا جدال .
     على موقعه الشخصي ، واصل أبو عمار تدوين ونزف ورسم ذاكرته التي ليس بمستطاع واحد أو ماحود داب على الأرض " تأميمها " وكنت قرأت له متأخراَ  ، مكتوباَ عن سميه وصديقه وعضيده وظهيره ، عمود الخليج وعمادها ، الراحل تريم عمران تريم الذي هاتف جمعة قبل عشر سنوات من آننا الذي نحن عليه ، ودعاه لمبحث في شأن من شؤون الجريدة قائلاَ " رغبت في ان اهاتفك داعيا اثنين بهذه المناسبة ، هيكل وانت "
     واذ حلت الذكرى الأربعون لقيام جريدة الخليج ، لم يدع جمعة وهو المتعفف الصبره جميل ، المستعين بالرب على ما يسمع ويرى ويقرأ .
    أبا عمار : أنت نقلت قولاَ بديعاَ لواحد من أهل الغرب ، زبدته ، أن في القلب ثمة أوتار من الأفضل أن لا تهز . أبعدنا الله وأياك عن الرديئة وما تطبخ الجهلاء والزمارون .
     فأصبر- فديتك نفسي - أن الصبر مفتاح العراق .
     alialsoudani61@hotmail.com
    © 2009 - 2013 Sharjahmisan.com All rights reserved
    Designed by Sillat Media & Managed by Ilykit